الأخلاق الحميدة بين أفراد المجتمع تمنح المجتمع الثقة الكبيرة في تعاملاتهم ببعضهم البعض والمشاركة مع بعضهم البعض .
كما أنها تمنح التربية الجيدة للأطفال كي يسهموا مستقبلاً في نشر الأخلاق في عقول الأجيال القادمة والتي حال إنعدامها يصبح المجتمع ملوثاً بعدم الأمانة بين أفرده مما يؤدي إلى إنهيار المجتمع وحضارته.
ولذلك يجب تعليم الأخلاق والمبادئ الأخلاقية للأطفال والشباب بشكل مستمر كي يكون هناك جيل جيد متعلم ذو أخلاق ، وقادر على تطوير المجتمع.
فما هي القيم الأخلاقية التي ينبغي تعليمها للأطفال؟ يجب تعليم الأطفال أسلوب و آداب وكيفية التعامل مع الظروف الصعبة بشكل أخلاقي ، وتعليمهم مساعدة الآخرين وخصوصاً كبار السن ومد يد العون لهم.
(١) ثقافة الإعتذار.
من المهم تعليم الطفل الإعتذار بقول" آسف " فهو بحاجه دائما إلى أن يعرف السبب الذي يُوجِب عليه الإعتذار حتى يَقدم عليه بصدق ، فمعظم الأطفال يتعلمون قول كلمة " آسف " دون أن يفهموا معناها. فثقافة الإعتذار تُنمي في الطفل مهارة إجتماعية مهمة، إذ أنها تُبين لهم كيفية تحمل المسؤولية بأفعالهم وأقوالهم.
(٢) التعبير عن الشكر.
أن التعبير عن الشكر والإمتنان يعزز شعور الأطفال بالمشاركة في شعور من شأنه زيادة سعادة الآخرين. ففضيلة الشكر والإمتنان والإعتراف بالجميل على القليل وعلى الكثير هي من الفضائل والأخلاق والمشاعر الإنسانية النبيلة التي حثت عليها الأديان و كثير من الثقافات المختلفة لما في ذلك في حياة الإنسان من أهمية ، قال الله تعالى:" لئن شكرتم لأزيدنكم." [ سورة إبراهيم: ٧ ]
(٣) فضيلة الإستئذان.
يجب تعويد الطفل على صِيغ الإستئذان المختلفة " من فضلك ، بعد إذنك ، لو سمحت " عند طلب أي شيء مهما كان ذلك الشيء بسيط.
و إذا كان قرع الباب أمر واجب على الكبير ، وأوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف هو على الصغير الذي يُخشى أن يرى ما لا يُناسب . فيجب أن يتعلم المبادرة :
(*) إلقاء السلام والتحية في حال وجود شخص يراه أو يسمعه : كأن يكون الباب مفتوحا أو شبه مفتوح.
(*) أن يقف بعيداً عن الباب قليلاً بحيث لا يكشف المكان بالكامل إذا فتح الباب .
(*) وأن يبدأ بالطرق إستئذانا وينتظر حتى يسمع الإجابه أو فُتح الباب حتى ثلاث طرقات.
(*) اذا لم يجب أحد، فعليه أن يرجع وفقا لمبادئ الإسلام .
(*) يجب أن يكون الطرق خفيفا أو يستخدم الجرس بشكل مهذب ولائق منعا للإزعاج. وقد خص الله تعالى الأطفال بالإستئذان، فقال : "يا أيها الذين امنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل... والله عليم حكيم." [ النور : ٥٨ ، ٥٩]
(٤) الألقاب.
يجب على الأبوين ألا يتهاونوا في مناداة الأطفال لمن هم أكبر منهم بألقابهم أو أسمائهم العادية لأن ذلك التهاون يؤدي إلى تجاوز بعض الأسماء . وكذلك عند دخول أي شخص الوقوف له بالإحترام والترحيب به والجلوس بأسلوب مهذب وعدم السهو عن إستخدام كلمة "حضرتك ".
(٥) المصافحة بالأيدي.
يجب تعليم الأطفال المصافحة بالأيدي والنظر في عين من يُصافحه بالإهتمام ، وذلك بتدريب الطفل المستمر. لأن الكثيرون يعتقدون أن ذلك من الخجل، ويجب أن يضع الأطفال عيونهم في الأرض عند المصافحة، لكن ذلك أمر خاطئ دائما في التربية ، فالإتيكيت هو إحترام المصافح لك والنظر إليه بإهتمام وتقدير.
(٦) المقاطعة أثناء الحديث.
على الطفل أن يتعلم عدم مقاطعة الكبار، بل يجب الإنتظار إلى إنتهاء الحديث حتى يبدأ في الكلام. فالأطفال تَهوى مقاطعة الحديث بدون قصد لذلك يجب تنبيههم قبل حضور الضيوف الى أنها زيارة لعدم التصرف بهذا الأسلوب ، وإن فعل الطفل ذلك فيجب على أحد الآباء النظر اليه في محاولة لفت إنتباهه إلى الخطأ الذي وقع فيه.
(٧) الخصوصية.
تعليم الطفل أن الكبار لهم خصوصية وكذلك هم أنفسهم لهم خصوصية ،وتدريبهم على الحفاظ علي تلك الخصوصية، ومنع الطفل من التدخل فيما لا يعنيه وإحترام خصوصية الآخرين.
(٨) الهدايا.
علينا بتعليم أطفالنا كيف يَتلقون الهدايا ،فعندما يُحضر له أي شخص هدية، عليه أن يفتحها أمامه ويقوم بشكره وأن يبدي إعجابه بها حتى وإن كانت لا تُعجبه. وإذا أراد أن يهدي صديقه هدية فعليه أن يسأله عن ميوله لإحضار الهدية المناسبة.
تعليقات
إرسال تعليق