التشوش الذهني هو أحد الإضطرابات الذهنية التي تُؤثر علي قدرة الشخص علي التفكير ، و تجعله يُعاني من الأفكار المتلاحقة و المُتسارعة التي تؤثر علي قدرته علي التفكير بوضوح و التركيز و التفكير و الإنتباه.
وقد وصف الأطباء ذلك ب "ضبابية" التفكير والذاكرة اللذان لم يصبحا بنفس الكفاءة والفعالية التي كانا عليها في السابق ، وأن ذلك لا يقتصر على تسارع الأفكار فقط: بحيث ينتقل الشخص من فكرة إلى أخرى ومن موضوع إلى آخر في لمح البصر ، ولكنها أيضا تشمل هروب الأفكار وإنطلاقها سريعا وبصورة متلاحقة.
أسباب التشوش الذهني " السرحان "
(١) كثرة التفكير.
يعاني بعض الناس من كثرة التفكير والذي يرجع إلى الإهتمام بكافة التفاصيل ، ووجود الكثير من الأعباء والمسؤوليات: سواء في العمل أو الأسرة . كذلك فالتفكير في المستقبل من الأمور التي تُشَكل الكثير من الناس : سواء المستقبل القريب أو المستقبل البعيد ، حيث ينتابهم قلق وتَخوف من الأيام القادمة.
(٢) التعب المزمن.
والذي يُسمى أيضا بإلتهاب الدماغ المؤلم للعضلات ، وهي حالة مُعقدة ومُنهكة تسود أعراضها بعض النشاط الحسي أو الذهني وتُضْعف القدرة على على أداء المهام الروتينية اليومية وتُسبب الإرتباك والنسيان وعدم القدرة على التركيز.
(٣) الإكتئاب
فالإكتئاب يسبب الإرتباك والنسيان وعدم القدرة على التركيز وفقدان الطاقة مما يؤثر على العقل بطريقة تسبب التشوش وعدم التركيز.
(٤) أجهزة الإتصالات الحديثة.
يَتَسبب التعرض للإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج من الكمبيوتر والهاتف المحمول والأجهزة اللوحية في التقليل من تدفق الدم إلى المخ مما قد يَتسبب في ضعف الذاكرة.
(٥) السرطان و العلاج الكيميائي.
فقد يُؤدي علاج السرطان الذي يستخدم فيه عقاقير قوية مثل العلاج الكيميائي إلى صعوبة تَذكر التفاصيل والأسماء والتواريخ أو صعوبة أداء مهام متعددة في وقت لاحق. وقد يستمر هذا التأثير طوال فترة العلاج بل وبعده بفترة طويلة.
(٦) الحمل.
والذي قد يُؤدي عند بعض النساء إلى صعوبة تذكر الأشياء نتيجة إفراز جسم المرأة للمواد الكيميائية التي يفرزها الجسم لحماية الجنين وتغذيته.
(٧) إنقطاع الطمث في الخمسينات من العمر.
وهذا ما يؤدي إلى معاناة المرأة من التشوش الذهني والهبات الساخنة والتعرق المفاجئ وإرتفاع ضربات القلب.
(٨) الأمراض المناعية.
مثل" الذئبة" والتي قد تؤثر على المصاب وتجعله يعاني من التشوش الذهني وصعوبة التفكير.
(٩) الافراط في النوم.
الذي يؤدي الى التوهان وضبابية التفكير.
الأعراض التي تظهر علي الشخص نتيجة التشوش الذهني
هناك اعراض تظهر على المصاب بالتشوش الذهني وأهمها صعوبة إستدعاء الموارد المعرفية، كما كان يحدث في الماضي مثل الإنتباه والتعلم و الذاكرة التي تصبح قصيره المدى :
(١) كثيراً ما ينسي الشخص المهمة التي كان ينوي القيام بها.
(٢) عدم القدرة على إستيعاب المحتوى كما كان من السهل من قبل، والشعور بتشتت الإنتباه والتوقف أحيانا عن أداء المهمة التي كان ينوي القيام بها.
(٣) الشعور بالتعب والنسيان والجهد الإدراكي المفرط.
(٤) شعور الشخص كما لو كان في غيبوبة أو حلم.
(٥) نسيان تفاصيل المحادثات.
العلامات التي تظهر على الشخص نتيجة التشوش الذهني
(١) عدم التركيز في ما يدور حوله : أقوال أو أفعال، ونسيان أهم مهام يجب أن يقوم بها.
(٢) قلة رمش العين حيث أن الأشخاص الذين يدخلون في حالات التشوش الذهني بإستمرار تقل لديهم عدد مرات رمش العين وهي حركة الجفون اللآإرادية.
(٣) الميل للإنعزال والوحدة بسبب التفكير الذي يسيطر على ذهن الشخص ويجعل المصاب يُفضل الإبتعاد عن الحياة العامة والمجتمع و الميل للبقاء بمفرده.
(٤) إضطرابات النوم بسبب شرود الذهن والإصابة بالقلق وصعوبة النوم، وبالتالي قلة التركيز على مدار اليوم مما ينتج عنه آلام شديدة في الرأس والشعور بالنعاس.
تأثير الأجهزة الإلكترونية الحديثة و إحداث التشوش الذهني
مما لا شك فيه أن الأجهزة الإلكترونية الحديثة لها تأثير كبير في إحداث التشوش الذهني .ومن مظاهر هذا التشوش :
(١) التشوش بسبب المعلومات الزائدة.
فالموبايل والإنترنت يعرضان لنا تدفق مستمر من المعلومات من جميع الإتجاهات : إشعارات ورسائل وأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي ومقاطع فيديو، مما يُربك العقل ويُقلل القدرة على التركيز في مهمة واحدة.
(٢) التأثير على النوم.
فالشاشات الزرقاء في الموبايل والكمبيوتر والتلفزيون تمنع إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم مما يساعد على قلة النوم ، والنوم المتقطع ويؤثر على الأداء العقلي.
(٣) القلق والإكتئاب.
فالتصفح المستمر في وسائل التواصل الإجتماعي لفترات طويلة يزيد من الشعور بالقلق ويؤدي إلى الإكتئاب الذي يعمل على تقليل صفاء الذهن وتشتيت العقل.
(٤) فقدان التركيز.
الإستخدام المفرط لتلك الأجهزة يؤثر في القدرة على التركيز وتنظيم الأفكار وبالتالي يؤدي إلى الإرهاق العقلي مما يجعل الشخص يشعر بالتشوش أو الضبابية في التفكير.
تأثير التشوش الذهني على الحالة النفسية
يُؤثر التشوش الذهني على تركيز الشخص وتذكره للأشياء مما يؤثر عليه ويجعله غير قادر على إنجاز مهامه والتواصل بفاعلية ، وهذا يُؤثر عليه في العمل والدراسة وعلى أبسط الأمور الحياتية مثل قيادة السيارة مما يعرض الشخص للخطر. كما يُؤثر التشوش الذهني على ثقة الشخص بنفسه ، فينسى مواعيده وأغراضه حتى أسماء الأشخاص المقربين منه ، مما يدفعه إلى الإنسحاب والبعد والإنعزال عن معارفه بسبب الإحراج من النسيان والشرود.
كيف يمكن التخلص من التشوش الذهني؟
(١) تحسين نمط الحياة.
وذلك بالمحافظة على نوع منتظم وفترات كافية ٦ - ٨ ساعات يوميا. وتعديل النظام الغذائي ، وذلك بالبعد عن الوجبات الجاهزة وتقليل السكريات والكافيين والسجائر والقهوة والشاي والإكثار من شرب الماء.
(٢) تنظيم الذهن والعقل.
ويُمكن القيام بذلك عن طريق كتابة المهام والأفكار لتقليل التشتت العقلي والمحافظة على أداء الرياضة اليومية وممارسة التنفس العميق: اليوجا والتامل .كذلك الإبتعاد عن الهواتف المحمولة وإشعاراتها اثناء أداء المهام لعدم تشتت الذهن.
(٣) العناية بالحالة النفسية.
الحصول على فترات راحة خلال اليوم ، وعدم الإنشغال والإجهاد بإستمرار وممارسة الهوايات التي يحبها الشخص : الرسم والقراءة والمشي.
(٤) التحدث مع شخص تثق فيه.
وذلك للتخفيف من الضغوطات ويساعد على ترتيب الأفكار او محاولة التركيز على وضعك الشخصي وعدم الإنشغال بمشاكل الآخرين والمقارنة بهم.
تعليقات
إرسال تعليق