الحركات اللاإرادية هي جزء أساسي من وظائف الجسم الطبيعية ، وهي من النعم التي لا نشعر بها إلا عندما نفقدها.
وقد منح الله تعالى أجسامنا تلك الحركات المعقدة والمتناغمة التي تحفظ لنا الكثير من العمليات الحيوية للحفاظ على إستمرارية حياتنا وسلامتنا.
ومن هذه العمليات اللاإرادية : نبض القلب والتنفس وحركات الأمعاء وإرتجاف الجفون وعملية البلع والتشنجات اللاإرادية مثل الزغطة.
ما هي الزغطة ؟
الزغطة هي عرض له مسميات كثيرة مثل : الحازوقة أو الفواق . وعادةً ما تحدث الزغطة نتيجة تشنجات مفاجئة لا إرادية في الحجاب الحاجز أي في العضلة التي تساعد على التنفس والتي تفصل بين الصدر ومنطقة المعدة. ويتسبب هذا التشنج في إمتصاص الهواء إلى الرئتين بسرعة ، مما يؤدي إلي إغلاق لسان المزمار داخل الحلق لمنع إستنشاق الطعام أو السوائل أو اللعاب.
وهذا الإنغلاق الحاد للسان المزمار يسبب الصوت المعروف بالزغطة. وبشكل عام تزول الزغطة من تلقاء نفسها بعد بضع دقائق، ونادراً ما تستمر لأيام أو أسابيع مما يستدعي العرض على الطبيب.
أسباب الزغطة
(١) الإفراط في تناول الطعام أو تناول الطعام بسرعة كبيرة أو تناول الأطعمة والمشروبات مثل : المشروبات الغازية والأطعمة الحارة التي يمكن أن تؤدي إلى تهيج الحجاب الحاجز وبالتالي إلى التشنجات.
(٢) بلع الهواء الذي يحدث بسبب مضغ العلك أو التدخين أو أحيانا التحدث أثناء تناول الطعام مما قد يتسبب في إبتلاع الهواء الذي يؤدي إلى حدوث الزغطة.
(٣) يمكن أن يسبب الضغط النفسي أو الإثارة العاطفية أو المشاعر القوية إلى حدوث تشنج الحجاب الحاجز.
(٤) التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة كتناول الطعام أو المشروبات الساخنة جداً أو الباردة جداً قد يتسبب في تشنجات الحجاب الحاجز وإحداث الزغطة.
(٥) يمكن أن تتسبب إضطرابات الجهاز الهضمي مثل: حالات إرتجاع المريء أو إلتهابات المعدة في حدوث الزغطة.
(٦) ممكن أن يتسبب تناول الكحول أو بعض الأدوية في إحداث الزغطة مثل الأستيرويدات.
(٧) يمكن أن تؤدي إضطرابات الجهاز العصبي المركزي أو النخاع الشوكي مثل السكتة الدماغية أو مرض باركنسون أو التصلب المتعدد في احداث الزغطة.
أعراض الزغطة
أهم أعراض الزغطة هو الصوت الناتج عن إنقباض الحجاب الحاجز وإغلاق الأحبال الصوتية مما يجعل الشخص يشعر بتشنجات في منطقة الصدر والبطن والحلق ، وفي حالات الزغطة المستمرة قد يُعاني الشخص من الأرق وصعوبة البلع بسبب تكرار النوبات.
فوائد الزغطة
لا توجد دراسات علمية عرضت فوائد للزغطة ، لكن يُعتقد أنها تُساعد على:
(*) تقوية عضلة الحجاب الحاجز وحمايتها من خطر التعرض للفتق الحجابي.
(*) تخفيف الضغط على المعدة عند تناول كميات كبيرة من الطعام.
(*) الكشف عن الأمراض الكامنة الخطيرة إذا إستمرت الزغطة لفترة طويلة.
(*) تنبيه الشخص أن جسمه بحاجة لشرب الماء.
(*) التخلص من الغازات والهواء الذي يدخل مع الطعام.
متى تكون الزغطة خطرا على الصحة؟
في بعض الحالات النادرة قد تكون الزغطة علامة على مرض خطير ، وبالأخص لو إستمرت لوقت طويل بشكل متكرر. فمثلا هناك أبحاث علمية أكدت أن ما يصل الى ٤٠٪ من مرضى السرطان يعانون من الزغطة.
وبوجه عام فإن إستمرار حدوث الزغطه لأكثر من ٤٨ ساعة، يستدعي العرض على طبيب الجهاز الهضمي والكبد، مع العلم أنها ليس لها علاقة بأمراض الحلق والحنجرة . فقد تكون الزغطة عرضا لكثير من الأمراض مثل : الإثنى عشر و مشاكل المريء و مشاكل في المعدة ووجود مشاكل في الكبد والفشل الكلوي وتهيج الأعصاب بخاصة المسؤولة عن عمل الحجاب الحاجز.
كيفية التخلص من الزغطة؟
بما أن السبب الرئيسي للزغطة هو الحجاب الحاجز وتقلصاته ، لذلك يجب أن يتضمن علاج الزغطة إيقاف تلك التقلصات عن طريق العمل على إنبساط عضلة الحجاب الحاجز :
(*) حبس النفس لأطول فترة ممكنة بهدف الإحتفاظ بثاني أكسيد الكربون فترة أطول مما يعمل على إرتخاء الحجاب الحاجز.
(*) أخذ نفس عميق ثم حبسه مع شد عضلات البطن لأقصى درجة مما يعمل على الضغط لأسفل ويؤدي إلى سرعة علاج الزغطة.
(*) نفخ كيس مليء بالهواء ثم تنفس الهواء الذي بداخله .
(*) مص مكعبات الثلج والغرغرة بالماء أو شرب الماء البارد بسرعة دون توقف.
(*) ثني الجزء العلوي من الجسم لأسفل مع شرب كوب من الماء في هذا الوضع.
(*) إعداد مشروب دافئ من البابونج أو الشمر أو النعناع أو الجنزبيل أو الحبهان.
(*) مص شرائح الليمون الطازجة أو بلع ملعقة صغيرة من الخل.
(*) تناول ملعقة صغيرة من السكر أو العسل ثم بلعها بالماء.
تعليقات
إرسال تعليق