سم النحل : إستخداماته ، فوائده و آثاره الجانبية

          ذكر الله تعالى النحل في كتابه الكريم : " وأوحى ربك إلى النحل أن إتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون . ثم كل من كل الثمرات فأسلكي سبل ربك ذللاً ، يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون." [ سورة النحل :٦٨- ٦٩]. 

 كما ذكر سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة و السلام النحل ، فقال : " عليكم بالشفاءين : العسل و القران." [ رواه إبن ماجة و البيهقي في شعب الإيمان]

وأصبح النحل علما قائما بذاته، سعي العلماء والباحثون إلى إكتشاف خباياه. فنحن نستخدم منتجات العسل في العلاج منذ قديم الزمان : العسل، صمغ العسل، غذاء الملكات، سم النحل، الشمع وحبوب اللقاح.

 النحل يدافع عن نفسه 

من أفضل الوسائل التي يستطيع النحل بها الدفاع عن نفسه أو خليته من الحشرات والحيوانات المتطفلة هي :  اللسعة . ومع أنها أفضل وسيلة عنده للدفاع عن نفسه ، إلا أن النحلة تموت بعد لسعتها للإنسان أو الحيوان، بسبب وجود أعضائها الهامة كالمعدة مثلا قرب إبرتها . 

فعندما تلسع ، تلتصق إبرتها بجسد الإنسان نظراً لصلابة جلده . لذلك فحين تحاول الطيران بعيداً عن الجسم الملسوع فتموت بسبب النزيف الداخلي الذي يصيبها . كما يُعزى موت النحلة بعد اللسع لحكمة ربانية ، وذلك لعدم إمكانية نقل الأمراض المنقولة عبر اللسعة.

العلاج بسم النحل 

العلاج بالنحل هو علاج بديل يعتمد على إستخدام منتجات نحل العسل وأهمها: سم النحل لعلاج الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان. 

ويمكن إدخال السم إلى جسم الإنسان عن طريق الحقن اليدوي أو عن طريق لسعات النحل المباشر. فعندما تنشط لسعة النحلة، فإنها تطلق أكثر من مجرد سم. 

فهي تحتوي على ما يقدر بين ١٨ إلى ٢٠ مضاد حيوي للفيروسات بشكل طبيعي. كما يحتوي سم النحلة على العديد من الجزيئيات النشطة مثل: البيتيدات والأحماض الأمنية اشهرها : الميليتين، التي لها إمكانات مفيدة في علاج الإتهابات وامراض الجهاز المركزي مثل : مرض باركنسون ومرض الزهايمر.

 كما أظهر سم النحلة فوائد واعدة ضد أنواع مختلفة من السرطانات، وكذلك ضد النشاط المضاد للفيروسات وحتى ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة.

 الفرق بين لسعة النحلة ولسعة الدبور 

تختلف لسعات النحل عند لسعات الحشرات الأخرى. فمثلا لسعات النحل حمضية بينما لسعات الدبابير قلوية.

 ولذلك تختلف ردود فعل الجسم تجاه لسعات النحل تماماً عن ردود الفعل تجاه لسعات الدبابير . 

فعلي الرغم أن لسعات النحل بالنسبة لمعظم الناس مؤلمة إلا أنها غير ضارة نسبيا، مع أنها قد تؤدي إلى تفاعل أو صدمة تحسيسية ، قد تكون مميتة لبعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة ضد لسعات الحشرات، بالإضافة إلي أن لسعات نحل العسل تطلق الفيرمونات التي تدفع النحل بالإقترب من الهجوم. 

ويستطيع الشخص العادي تحمل لسعة النحل بشكل آمن : لكل ٤٣٥ جرام من وزن جسمه .  وهذا يعني أن الشخص البالغ يستطيع تحمل أكثر من ١٠٠٠ لسعة، بينما يمكن أن تقتل ٥٠٠ لسعة طفلاً صغيراً . لكن هناك بعض الناس تكون لديهم حساسية من لسعات النحل وبالتالي قد تُسبب لسعة واحدة إلى الوفاة.

 أنواع الحساسية من لسعات النحل 

هناك ثلاث أنواع من الحساسية قد تصيب الإنسان من لسعة النحلة :

(١) الحساسية العادية وذلك عند الشعور بحكة و تورُم حول اللسعة ولكنها ليست خطيرة على صحة الإنسان . 

(٢) الحساسية التي تجعل مكان الإصابة متورم بشكل كبير ، وهذه الحالة لا تقتل ولكنها خطيرة .

(٣) أما الحالة الأخطر فهي الحساسية الجهازية التحسيسية أو "صدمة الحساسية" ، والتي تبدأ عوارضها خلال دقائق بعد اللسعة بتورم الشفتين وتحسس في جميع أنحاء الجسم . وقد تسبب خفض ضغط الدم مع الدوخة وغثيان وتقيؤ وصعوبة في التنفس .

فوائد لسعة النحلة

(١) تعمل لسعة النحلة على تقليل إلتهابات المفاصل ، لأن سُم النحلة يحتوي على مُركبات تتميز بخصائصها المضادة للإلتهابات وأهمها مادة الميلاتينين التي تحفز على إنتاج الكورتيزول المعروف بإسم "هرمون القتال والهروب " بالإضافة إلى إعطاء الجسم دفعة إضافية من طاقة الجلوكوز. 

(٢) تحسين صحة الجلد، لأن سم النحل يعزز صحة الجلد عن طريق تقليل الإلتهابات وتوفير تأثيرات مضادة للبكتيريا وتقليل التجاعيد .وقد أظهرت دراسات علمية أن سم النحل له تأثيرات قوية و مضادة للجراثيم والإلتهابات والبكتيريا المسببة لحب الشباب. 

(٣) تفيد لسعة النحلة الجهاز المناعي وتعزز من صحته ، وتساعد على تقليل أعراض أمراض المناعة مثل : الذئبة واإلتهابات الدماغ والنخاع والمفصل الروماتويدي. 

(٤) تشير بعض الأبحاث إلى أن العلاج بسم النحل يساعد في تقليل الأعراض المتعلقة ببعض الأمراض العصبية : أمراض باركنسون "الشلل الرعاش" ، وتحارب مرض "لايم" وتقضي على البكتيريا التي تتسبب في ظهوره، والحزام الناري والزهايمر.

 أفضل علاج للسعة النحلة

بالنسبة للسعات النحل التي لا تحتوي على تفاعلات حساسية، والتي يمكن علاجها في المنزل. فيجب أن تبدأ بتنظيف المنطقة المصابة بالماء والصابون ثم تنشيفها ولفها  بكيس من الثلج لمدة ٢٠ دقيقة .

 وإستخدام كمادات من خل التفاح أو معجون صودا الخبز بالماء أو معجون الأسنان أو معجون الأسبرين الممزوج بالماء، ويوضع على مكان التورم.  كذلك يمكن إستخدام أحد مضادات الهيستامين أو كريم الهيدروكورتيزون لتخفيف الألم والحكة مع تجنب حك المنطقة المصابة.