الذَّنب هو كل عمل ممكن أن نقوم به ويكون مخالفاً للشريعة أو يأتي فيه نهي الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
أما الخلوة فهي إختفاء العبد عن أعين الناس ، فيكون في مكان بعيداً عن أعين الناس ، فيقوم بإرتكاب الذنوب. قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان : " لأعلمنَّ أقواماً من أُمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاً ، فيجْعَلها الله عز وجل هباءً منثوراً."
قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ، قال: " أما إنهم إخوانكم من جلدتكم ، ياخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقواماً إذا خلوا بمحارم الله إنتهكوها." فهؤلاء الذين يكونوا أعداءً لإبليس في العلانية ، و أصدقاء له في السر.
أمثله على ذنوب الخلوات
ذنوب الخلوات هي الذنوب التي يسمح فيها المسلم للشيطان أن يُزين له فِعل المعاصي والذنوب في الخفاء:
(*) فالحسد يُعتبر من ذنوب الخلوات حيث يسمح الإنسان لنفسه أن ينظر للنعمة التي في أيدي الآخرين ويتمنى زوالها منهم ، وأن تكون لديه وحده يتمتع بها. وهذا السلوك حرَّمه الرسول ونهى عنه ، فهو من خصال اليهود.
(*) النفاق والربا وهو أن يكشف الإنسان للناس عن أنه في غاية الإيمان والتُّقَى مع أنه لا يوجد من المحرمات شيئا إلا إرتكبها.
(*) التخيلات الجنسية وهي نوع من الخواطر التي تطرأ على ذهن الإنسان ويساعده على ذلك الشيطان في الإسترسال فيها ويجره ذلك على الإتيان بذنوب الخلوات مثل : مشاهدة الأفلام والمواقع الإباحية ، الدخول في علاقات مع النساء والبنات في مواقع الدردشة على الإنترنت ، العاده السرية ، النظر إلى البنات في الشوارع والتمتع بجمالهن و أجسامهن ، مشاهدة الفضائيات الفاسدة والظن السيء.
آثار وأخطاء ذنوب الخلوات
(١) تزيل ذنوب الخلوات النِّعم . قال الله تعالى : "وضرب الله مثلا قريةً كانت آمنةً مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون." فذنوب الخلوات ما إنتشرت في أمة إلا وأزالت الأموال والأرزاق والعافية.
(٢) ذنوب الخلوات هي سبب لسوء الخاتمة. فمن عاش على شيء عاش عليه ومن مات على شيء مات عليه. فالعبد العاصي قد تخُونه جوارحهُ وقلبه ولسانه عند الموت وقرب وفاته ، في وقت هو أحوج ما يكون أن ينطق بالشهادتين ولا يستطيع . قال تعالى :" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم فإذا هم مبلسون."
(٣) ذنوب الخلوات تُميت القلب ، لقوله تعالى : " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون."
(٤) ذنوب الخلوات تُضْعف تعظيم الله في القلوب فيجب أن نبقى على أن يكون الله أهون الناظرين إلينا .
(٥) ومن عقوبات ذنوب الخلوات ذهاب الحياء الذي هو مادة حياء القلب وأصل كل خير ، فذهابه هو ذهاب الخير كله . ففي الصحيح : " الحياء خير كله."
(٦) ذنوب الخلوات هي سبب الضيق والهم وشدة القلق : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى."
(٧) ومن آثار ذنوب الخلوات أنها سبب نزول العذاب والأمراض .يقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ظهرت المعاصي في أمتي ، عَمَّهم الله بعذاب من عنده."
كيف نتجنب ذنوب الخلوات؟
كي نبتعد عن ذنوب الخلوات علينا أن نتذكر دائما أن الله سبحانه وتعالى يراقبنا . قال تعالى في كتابه الكريم : " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد."
فكل ما نفعله و نقوله فهو مسجل في صحفنا : إما لنا وإما علينا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه، فإنه يراك."
فلابد أن نتيقن ونكون متأكدين من تلك الحقيقة التي لا نزاع عليها فلا نجعل الله أهون الناظرين إلينا ، فصحفنا سوف تعرض علينا يوما لا ينفع مال ولا بنون.
تعليقات
إرسال تعليق