القائمة الرئيسية

الصفحات

من قصص إحياء الموتى في القرآن الكريم

  الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان الإيمان الستة . فعلينا أن نؤمن أن الله سبحانه وتعالى يُحيي الموتى كما خلقهم أول مرة فهو القادر أن يُحييهم مرة أخرى ليقفوا بين يديه سُبحانه وتعالى ويُحاسبهم على ما فَعلوه و قَدموه لأنفسهم وما أعدوا لهذا اليوم العظيم . قال تعالى :" وما خلقكم  ولا بعثكم  إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير." [ لقمان: ٢٨]


وقد أثبت القرآن الكريم عَقِيدة البَعث بأوجه مختلفة ، فقص علينا الكثير من قصص إحياء الموتى.

   


     

 (١) عقوبة بني إسرائيل بالصاعقة

عَاقب الله تعالى بني إسرائيل بسبب تَجَرُّئِهم عليه وذلك بإصرارهم وتعنتهم في السؤال لله عز وجل أن يَرَوهُ جهرةً في الدنيا ، بل عَلَّقوا إيمانهم بهذه الآية . 


 فعاقبهم الله بالموت بالصاعقة التي أخذتهم أخذاً شديداً . ولكنه سبحانه وتعالى لِحِلمه وعَفوه وتَجَاوزه عن عِباده ، بعثهم بعد الموت في الدنيا لِيعلموا عَظيم نِعمة الله عليهم ويَشْكُروه سُبحانه وتعالى على إِمْهاله  ومَنحِهم الفرصة الأخيرة للتوبة .


 قال تعالى "واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم بعد موتكم لعلكم تشكرون."[ البقرة: ٥٥-٥٦]

             

 (٢) قصة بقرة بني إسرائيل

في يوم من الأيام قُتل رجلاً كبيراً في السن من بني إسرائيل وكان رجلاً ثرياً ولم يعرف أولاد أخوه من قتله . وقد إختلفوا على الإرث . فأشار عليهم أحداً من القوم أن يأخذوا رأي نبي الله موسى عليه السلام .


 فأمرهم موسى أن يذبحوا بقرة ، وأخبرهم أن ذلك بوحي من الله . فطلبوا منه أن يصف لهم البقرة فوصفها بوحي من الله أنها بقرة متوسطة في العمر وصفراء لونها تسر الناظرين . ولكنهم عادوا وسألوا عن وصفها لأن البقر تشابه عليهم . فقال لهم موسي أنها بقرة لا تستخدم في حرث الارض ولا السقايه و لا عيب فيها . 


وبالبحث وجدوا البقرة لدى عجوز عندها يتامى فطلبوا منها شرائها . ولكنها رفضت وأخذوا يزيدون على ثمنها كي توافق ، حتى وافقت ان تاخذ ما يعادل وزنها 10 مرات ذهباً .


 ولما شَروْها أمرهم موسى أن ياخذوا من عظمها ويَضربو به القتيل . فأحياه الله تعالى فأخبرهم عن قاتله الذي هو إبن أخيه ، قائلاً لقد قتلني إبن أخي هذا ثم مات مره أخرى.

  

 (٣) القوم الذين نزل في ديارهم وباء فخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذرا من الموت


كان قوم من بني إسرائيل يسكنون إحدى القرى، وكان لهم ملكا ، والذي امرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم فعسكروا ولكنهم جبنوا وخافوا وكرهوا الموت . 


وقالوا لملكهم أن الأرض التي أمرهم بالخروج إليها أتاها الطعام ، لكن الملك كان يعرف ما يدور في أنفسهم فقال: اللهم رب يعقوب واله موسى قد ترى معصية عبادك فأرهم آية في أنفسهم حتى يعلموا أنهم لا يستطيعون الفرار منك .


فلما خرجوا قال لهم الله : موتوا ، عِقابا لهم فماتوا جميعا ومات الدواب .  ومرت مدة بُليت فيها أجسامهم وعظامهم . فَمَرَّ بهم  نبي يقال له " حزقيل".  وكان ثالث خلفاء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام . فمر على هؤلاء الموتى ووقف يتفكر مُتعجباً ودعا " حزقيل" ربه ان يُحييهم . فأحياهم الله ورجعوا من موتهم وعاشوا في قومهم دهراً طويلاً ثم قضوا باقي أعمارهم و ماتوا .

           

(٤) قصه عُزَيْر عليه السلام

كان عزير رجلاً صالحاً من بني إسرائيل وقد مر في يوم من الأيام على قرية يقال أنها بيت المقدس بعد أن خربها الملك "بختنصر" وقتل أهلها وأفناها . 


وكانت القرية حين مر بها عُزير خاوية على عروشها لم يسكنها أحد . فوقف متفكراً فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة ، وقال : " أنى يُحيي هذه الله بعد موتها " .  


فأراد الله أن يريه عجائب قدرته ، فأماته الله مائة عام ثم بعثه . فلما بعثه الله بعد موته كان أول شيء أحياه فيه :  عيناه  ، لينظر بهما إلى صُنع الله فيه وكيف كان بدنه؟  فلما بعث الروح فيه قال الله له : " كم لبثت ، قال لبثت يوما أو بعض يوم ، قال بل لبثتُ مائة عام فأنظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه." فنظر إلى طعامه فوجده كأنه لم يتغير منه شيء قال له : " أنظر الى حمارك وإنظر إلى العظام كيف ننشزها." فبعث الله فيهم الروح بمرأي من عزير. فعند ذلك تبين له:" قال أعلم ان الله على كل شيء قدير." 

          

 (٥) قصة طير سيدنا إبراهيم

طلب سيدنا إبراهيم من الله سبحانه وتعالى أن يُرِيَه كيفية إحياء الموتى : وإذا قال إبراهيم رب أرني كيف تُحيي  قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي." وكان طلب سيدنا إبراهيم ليس شكاً منه في مقدرة الله تعالى بدليل أنه سأله عن الكيفية ولم يكن سؤاله عن القدرة ليرى عظمة الله وقدرته.


 فأمر الله تعالى سيدنا ابراهيم أن يأتي بأربعة من الطير ثم يقوم بتمزيقها وتقطيعها ثم يقوم بخلط أجزائها بين بعضها ويجعل على كل جبل من تلك التي حوله جُزءاً من ذلك الخليط التي مزقها. 


ثم أمر بدعوة هذه الطيور : ففعل فحصلت الطيور على الحياة ، فجاءته بمثل ما كانت عليه في الصورة و الخلقة . فالله تعالى قادر على كل شيء "اذا أراد أمرا أن يقول له كن فيكون. "

               

 (٦) قصة أهل الكهف

كان أهل الكهف فِتية إتبعوا الحق رغم أنهم كانوا في قوم كافرين مشركين يعيشون في ظلمات الإلحاد ، ولم يستطيعوا تحمل أن يعيشوا بين هؤلاء القوم الكافرين وقرروا ترك بلادهم والهجرة بدينهم للجوء إلى  الله تعالى . 


وتضرعوا لله : " ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا."   فخرجوا يبحثون عن مكان يأويهم ليختبئوا فيه . فهداهم الله إلى ذلك الكهف الذي وصلوا إليه وناموا ليستريحوا ، ولكن الله أطال فترة نومهم والتي قاربت الثلاثمائة عام وكأنهم ماتوا ، إلا أن الله جعلهم يتقلبون على جنبهم الأيسر ثم الأيمن حتى لا تُبلى أجسامهم من الارض :"ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال". وأيقظ الله أصحاب الكهف بعد نومه الطويل ليسالوا أنفسهم كم ناموا؟ 


وبعد إستيقاظهم أرسلوا واحدا منهم إلى المدينة كي يجلب لهم الطعام وقد علم الناس بقصتهم وعلموا بما حدث :"ثم بعثناهم لنعلم اي الحزبين أحصي لما لبثوا امدا." 



هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

Featured

التنقل السريع