القائمة الرئيسية

الصفحات

  إذا كانت خيانة المجالس قديماً قد إقتصرت على نقل الكلام بين الناس و الغيبة والنميمة. فقد إختلف الأمر هذه الأيام . 


فقد ذهبت أسرار المجالس في مهب الريح في ظل إنتشار التطور التكنولوجي الذي سَهَّل الكثير من أعمال السوء حتى أصبحت خيانة المجالس ظاهرة وآفة مجتمعية خطيرة مما أدى إلى زيادة معدلات الجريمة والضغط النفسي والتنمر والإبتزاز.

   


  

 السبب الرئيسي وراء ظاهرة خيانة المجالس

يرجع السبب الرئيسي وراء ظاهرة خيانة المجالس إلي غياب الوازع الديني لدي الكثير من الناس ، و غياب مفهوم الحُرْمَانية ، و أن هذه الأفعال تتنافي مع تعاليم و أخلاقيات الدين الإسلامي و جميع الأديان السماوية . الأمر الذي تسبب في تفاقم الظاهرة حتي أنه أصبح من الصعب إحتوائها مؤخرا.


فالمجالس تتطلب الصبر و كِتمان الأسرار كما تتطلب مِنا حِفظ السر و عدم نشره . قال رسول الله صلي الله عليه و سلم :" آية المنافق ثلاث : إذا حَدَّث كذب ، و إذا وَعَدَ أَخْلف ، و إذا أُؤتُمِن خان ." [ رواه البخاري و مسلم] 


فلا يجب علي المسلم أن يَتَشبه بأهل النِّفاق ، بل يجب أن يبتعد عن صفاتهم و أن يحافظ علي أمانته . قال رسول الله صلي الله علي وسلم :" المؤمن إذا حَدَّث صَدَقَ ، و إذا وَعَد أَنْجَز ، و إذا أؤتمن وَفَّي . و المُنَافق إذا حدث كذب ، و إذا و عد أخلف ، و إذا أؤتمن خان."

   


   

المظاهر المختلفة لخيانة أمانة المجالس

قد يُجالسك شخصاً فتتحدث إليه وتعطيه رأيك بينما يقوم هو بتصويرك أو يُسجل كلامك دون إذنك مُتناسياً أن ما يفعله هو من باب خيانة المجالس التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم :" إنما المجالس بالأمانة ." 


وهناك من يتصل بك  فتبوح له بِسرِّك ، فيقوم بتسجيل المكالمه بما تَحتويه ويَنشره للعوام دون إذنك.


وهناك من تَجرَّا على إِفشاء أسرار بيته وبيوت الآخرين فيكشف ما بداخل البيت من اللباس والأكل متناسياً أن كل هذا شر وذنب لا يجوز فعله . لذلك فليتذكر كل من نشر وكشف ستر مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : " من تَتَبع عَورة مسلم ، تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، فضحه ولو في عقر داره."


كذلك فهناك  من يتحدث إليك هاتفياً ويفتح الصوت "السبيكر فون" دون علمك ، حتى يسمع الحاضرين  كلامك مما قد يتسبب في الوقيعة بينك وبين غيرك.


ومنهم من تُراسِله على الوتساب برسائل مكتوبة أو صوتيه فيقوم بإلتقاط سكرين شوت ويرسلها للآخرين او عبر مواقع التواصل دون علمك.

          

رأي الشريعة الإسلامية في خيانة المجالس

الخيانة هي عكس الأمانة وهي نُقصان في الوفاء وتفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يده : مادية أو معنوية ، فيديرها أو  يُفشيها . وتؤكد الشريعة الإسلامية علي حُرمة إفشاء أسرار المجالس من تصوير أو تسجيل أو تداول.


ومع إنتشار وسائل التواصل الإجتماعي تَسَاهل كثيراً من الناس في ذلك . والذي يُعتبر بمثابة خِيانة للأمانة وتصرف غير أخلاقي مُخالف للشريعة الإسلامية والاخلاق والأنظمة والعادات والتقاليد.


وإذا كانت الشريعة تؤكد على حُرمة إفشاء أسرار المجالس ، فهي تَحُث أيضا على حِفظ أسرار المجالس . فالسر أمانة . 


 و قد أمر الله  تعالى بحفظ الأمانات وأن إفشاء الأمانات فيه دلالة على سوء الأخلاق ، لأنه مدعاة  الى إفساد ذات البين وتخريب البيوت وهذا ما لا يرضاه الله لعباده ولا رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: "و أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا."


هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

Featured

التنقل السريع