القائمة الرئيسية

الصفحات

 يكرم الله سبحانه و تعالي عباده الصالحين يوم القيامة فيسمح لهم بدخول الجنة التي أباح لهم أن يشربوا من كل ما فيها ، ووعدهم علي إيمانهم و عملهم الصالح جنات تجري من تحتها الأنهار في مواقع كثيرة من القرآن الكريم : " إن للمتقين جنات و نهر " [سورة القمر : ٥٤] . 



وإذا كان الأصل في الأنهار أنها تجري بالماء ، فإن الماء في الجنة يختلف عن ماء الدنيا ، فهو يتميز في الجنة بعُزوبية ، كما أن أنهار الجنة فيها أنهار علي غير ما عَهده البشر ، قال الله تعالي : " مثل الجنة التي وُعد المتقون فيها أنهار من ماءٍ غيرَ آسنٍ و أنهار من لبن لم يتغير طعمهُ و أنهارٌ من خمر لذةٍ للشاربين وأنهارٌ من عسل مصفي ولهم فيها من كل الثمرات و مغفرة من ربهم " [سورة محمد : ١٥] . 


وقد تحدثنا في موضوع سابق عن فاكهة أكل الجنه ، لمعرفة المزيد عنها إضغط هنا 


صفات الأنهار التي يشرب منها أهل الجنة

▪︎ أنهار من ماء غير آسن : 

حيث يتوفر الماء بكثرة في الجنة وهو "ماء مسكوب" [ سورة الواقعة :٣١ ] . أي أنه ماء كثير يجري في أنهار عديدة في الجنة ، وقد ذكر القرآن نهر الكوثر كأحد أنهار المياه في الجنة . 

و نهر الكوثر هو النهر الذي سيكون للنبي محمد نفسه دون بقية خلق الله : "إنا أعطيناك الكوثر" ، وقال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : " هو نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، يجري علي جنادل الدُّرِّ و الياقوت ، شرابه أحلي من العسل ، وأشدُّ بياضاً من اللبن ، وأبرد من الثلج ، وأطيب من ريح المسك " [ رواه أحمد] . 


▪︎ أنهار من لبن لم يتغير طعمه : 

حيث يوجد في الجنة أنهار من لبن لم يتغير طعمه ،وهذا اللبن كما يقول بن كثير في غاية البياض و الحلاوة ، وقد وضع الله تعالي في الجنة نهر من اللبن لكي يطمئن قلب المسلم أنه لن يجوع في الجنة وأن اللبن يجري في الجنة في نهر لا ينضُب . 


▪︎ أنهار من خمر لذة للشاربين :

 والخمر هو أحد الأشربة التي يتفضل بها الله علي أهل الجنة ، ولكن خمر الجنة يختلف عن خمر الدنيا ، قال تعالي : يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين " [سورة الصافات : ٤٥] . 

إذن فخمر الجنة بيضاء اللون وليس فيها غول (كحول) الذي يصيب شاربها في الدنيا بالألم في بطنه أو يذهب عقله ، كما أنها ليست كخمر الدنيا تلهي شاربها عن ذكر الله : "ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة " [ سورة المائدة : ٩١ ] . 

وخمر الجنة ليس فيها إسكار ولا مضرة ولا أذي ، قال الله تعالي : " يأيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان  فإجتنبو لعلكم تفلحون " [ سورة المائده : ٩٠] . 

وقد وصف الله الخمر بأنها رجس ولم يطلق ذلك الوصف إلا بعد الأوثان وو ما يدل علي الذنب العظيم الذي يقع فيه شارب الخمر في الدنيا . 


▪︎ أنهار من عسل مصفي : 

يقول بن كثير "وهو في غاية الصفاء وحسن اللون و الطعم و الرائحة " فهو علي خلاف عسل أهل الدنيا قبل التصفية ، ولكن هذا العسل وصف أنه مُصفَّي وقد خلقه الله في الأنهار سائلا جاريا سيل الماء و اللبن ، ولذلك فهو مُصفَّي لا يُخالطه ما يُخالط عسل الدنيا من شمع و خلافه . 


صفات العيون التي يشرب منها أهل الجنة

أباح الله تعالي لأهل الجنة أن يشربوا من أنواع مختلفة من العيون ، لها طعوم و أشكال وهيئات و ألوان مختلفة ، فمنها عيون مُزج ماؤها بالكافور ، قال تعالي : " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " . 


وهناك عين أخري تسمي سلسبيل ، قال تعالي : " عينً فيها تسمي سلسبيلا " [ سورة الإنسان : ١٧] ، وذكر أنها سُميت سلسبيل لسلاسة وحدة جريانها وتكون متوفرة لأهل الجنة أينما وجدوا ، وهي تنبع من جنة عدن إلي أهل الجنة . 


وهناك عين أخري تسمي تسنيم ، قال الله تعالي : "ومزاجه من تسنيم ، عينا يشرب بها المقربون " [سورة المصففين :٨٣] . وقيل أنها تجري تحت عرش الرحمن وهي مخصصه للمقربين من الله سبحانه و تعالي . 



هل النيل و الفرات من أنهار الجنة ؟ 

روي البخاري في حديث المعراج الطويل أن النبي صلي الله عليه و سلم قال : " ...... ثم رُفِعتُ إلي سدرة المنتهي فإذا نبقها مثل فلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه هي سدرة المنتهي . وإذا أربعة أنهار ، نهران باطنان و نهران ظاهران ، فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، و أما الظاهران فالنيل و الفرات ....." . 




هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا و اياكم و من نحب من أهل الجنة.

    ردحذف

إرسال تعليق

Featured

التنقل السريع