القائمة الرئيسية

الصفحات

الصَّمت العقابي : سلبياته و إيجابياته


  الصَّمت العقابي هو سلوك شائع يقوم به شخص ما ، بتجاهل شخص آخر بطريقة مُتعمدة أو غير مُتعمدة ، وذلك بعدم التواصل معه لفظيا بل وتجاهل وجوده على الإطلاق وكأنه لا يراه. ويَستخدمه البعض كآلية لنبذ الآخرين بغرض توصيل رسالة معينة.


ويظن البعض أن الصمت العقابي قد يبدو سلوكاً غير مسؤول ، إلا أنه في الواقع أسوء ما يمكن فِعله . فقد يكون مؤلما للغاية حيث ينطوي على فقدان التواصل والحب والألفة ، بل وحتى المشاركة العائلية أحيانا ، مما يؤدي إلى الغضب ومزيد من الشجار.

   


         

 الفرق بين الصمت العقابي والإهمال

يُستخدم الصمت العقابي كوسيلة لمُعاقبة شخص معين أو التعبير عن الإستياء منه لرأي معين قام به ، ولكن دون المُواجهة المباشرة . 


وقد يحدث الصمت العقابي في العلاقات الشخصية بين الشريكين أو بين الأفراد في الأسرة أو بيئة العمل. وتختلف مدة الصمت العقابي بحسب المواقف والعلاقات بين الأفراد .


ويُوصف الصمت العقابي بأنه يكون مؤقتاً بين أطراف معينة . وقد يستمر لبضع ساعات وقد يمتد ليشمل أياماً أو فترات أطول قليلاً .


 وهناك فرق بين الصمت العقابي وبين الإهمال الذي يكون بالتجاهل التام بالصمت . ويحدث لفترات طويلة حتى في أشد لحظات الإحتياج للطرف الآخر . والإهمال بالصمت قد يكون أخطر حيث يزيد الفجوة بين الطرفين في العلاقة.

               

مظاهر التعبير عن الصمت العقابي 


يستخدم بعض الناس الصمت العقابي كأسلوب لمعاقبة أو إيذاء شخص معين ، وذلك عن طريق الإنسحاب من التواصل معه أو تجاهله عمداً أو حرمانه من التفاعل اللفظي . ومن أبرز مظاهر الصمت العقابي: 


(*) التجاهل المُتعمد عن طريق عدم الرد على رسالة أو مكالمة ، وأحيانا بالتظاهر بعدم الإستماع لرأيه بل تجنب وجوده في أي تجمع سواء كان عائليا أو على مستوى العمل. 


(*) الإقصاء العائلي وذلك عن طريق الإمتناع عن مشاركة المشاعر أو الأحاديث اليومية: العناق والإبتسامة أو حتى التواصل البصري. 


(*) التهرب من المواجهه وذلك برفض المناقشة معه والتحول للصمت بدلا من الحوار، بل وترك المكان عند محاولة الطرف الآخر فتح النقاش معه.


(*) الصمت الإنتقامي الذي يستخدمه بعض الأشخاص كوسيلة  "لرد الصاع صاعين" ، بعد شعور الشخص بالإهانة ، حتى يقدم الطرف الآخر إعتذارًا أو تنازلات. 


(*) الصمت الجماعي وذلك بتحريض الآخرين على تجاهل شخصي معين وذلك بإقصائه بعيداً عن المناسبات الإجتماعية أو النقاشات. 

               

لماذا نستخدم الصمت العقابي؟

أحيانا يعجز الشخص عن إستيعاب ما يدور بداخله وفهم مشاعر نفسه ليعبر عنها، فيضطر و لأسباب كثيرة إلى الإنغلاق على نفسه، وذلك بإتخاذ الصمت درعاً واقياً كي لا يعبر عنه ضيقه لمن حوله.


(*) تجنب المواجهه والصراع. 

يشعر البعض بعدم الأمان عند التعبير عن مشاعرهم، فيلجأون إلى الصمت التام بدلا من التعبير عن آرائهم تجنبا للخلاف و حماية لأنفسهم ولعدم إلحاق الأذى بالآخرين. 


(*) الرغبة في الصمت كعقاب. 

يتحول أحيانا الصمت إلى إساءة عاطفية إذا منعك أحداً من التواصل ليكسب نفوذاً  ويشعرك بالذنب أو يدفعك لجذب إنتباهه ، وهذا ليس مجرد صمت بل هو سيطرة تجعلك تشعر بالألم وتخلق لديك حالة من عدم اليقين ولوم الذات.


(*) وسيله لعدم تحمل المسؤولية.

قد يستخدم بعض الناس الصمت للتهرب من المسائلة، وذلك لأن إلتزامهم الصمت يجعلهم غير مضطرين للإعتراف بالخطأ ومواجهة عواقب أفعالهم. وأسلوب الأفكار هنا يكون مغلفاً بالصمت لكن يستمر الإحساس بالألم وإيداء المشاعر. 

         

  التأثيرات السلبية للصمت العقابي 


(١) يؤدي التجاهل بالصمت العقابي إلى خلل في العلاقة ويخلق حالة من التوتر والقلق. 

(٢) إستخدام الصمت العقابي بشكل متكرر يؤدي إلى ضعف الثقة بين الطرفين، بحيث يجعل الشخص المستهدف يشعر بأنه غير مسموع أو غير مهم للطرف الآخر. 

(٣) شعور الشخص المعاقب بالصمت العقابي بالوحدة والعزلة العاطفية مما قد يتسبب له في الدخول في مرحلة من الإكتئاب وإنخفاض تقدير الذات. 

(٤) قد يؤدي الصمت إلى تفاقم النزاع وزيادة العناد بين الطرفين مما يدفع الطرف المستهدف إلى التصرف بعدوانية أو تَبَنِّي نفس أسلوب التجاهل مع الطرف الآخر كرد فعل. 

(٥) يؤدي الصمت العقابي إلى التوقف عن النقاش الصريح وحل المشكلات ، ويجعل من الصعب الوصول إلى حلول. 

(٦) قد يخلق الصمت العقابي نوع من العلاقة الغير متوازنة، عندما يُحاول التحكم في تصرفات الطرف الآخر أحيانا لإجباره على الإعتذار و التنازل حتى لو لم يكن مخطئ.

         

 متى يكون الصمت العقابي مفيداً ؟


(١) في حالات الغضب الشديد يكون الصمت العقابي وسيلة لتجنب الإنفعال الزائد أو التلفظ بكلمات قد تساعد على إفساد العلاقة. وهنا يساعد الصمت لعقابي على فتح الطرفين الفرصة لإستعادة الهدوء قبل مناقشه المشكلة.


(٢) يكون الصمت العقابي أحياناً حداً فاصلاً يمنع إستنزاف الطاقة العاطفية عند التعامل مع شخص ما يستخدم الصمت للإهامة أو الغضب العاطفي. 


(٣) قد يُفيد الصمت العقابي في بعض الحالات مع الشريك الذي يرفض حل المشكلة لفترة، لحين يستعيد هدوءه مرة أخرى ويستطيع التفكير بأسلوب سوي. 


(٤) قد يكون الصمت وسيلة للحد من الجدال العقيم والغير مثمر.


(٥) يستخدم الصمت أحيانا كرسالة غير مباشرة لتنبيه الطرف الآخر للتوقف عند تصرفاته الغير مقبولة.



أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

Featured

التنقل السريع