تحتاج جميع المخلوقات الحية للنوم ، الذي يُعتبر حالة طبيعية من الإسترخاء العضلي و إنخفاض الإستجابة للمحفزات الخارجية.
و يلعب النوم دوراً رئيسياً في صحة الإنسان ولا يقل أهمية عن الأكل والشرب والتنفس . فهو يلعب دوراً مهماً في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم ويساعد على إزالة السموم التي تتراكم خلال النهار من الدماغ . كما أنه يُؤثر على جميع أنسجة الجسم تقريبا ، بما فيها الدماغ والقلب والرئتين.
ويلعب النوم دوراً مهماً في عملية التمثيل الغذائي وتحسين المزاج ودعم جهاز المناعة ومقاومة الأمراض.
مراحل النوم
هناك نوعان رئيسيان يحددان مراحل النوم عند الإنسان:
(١) مرحله حركة العين الغير سريعة.
ففي بداية النوم تكون العينان مغلقتان ولكن من السهل إيقاظ الشخص، ويستغرق ذلك ما بين ٥ إلى ١٥ دقيقة. ويتبع ذلك نوما خفيفا والذي يقل فيه وعي الشخص بمن حوله ويتباطأ معدل ضربات القلب وتنخفض درجة حرارة الجسم .
ويستغرق ذلك حوالي ٢٠ دقيقة. ثم يبدأ النوم العميق حيث ترتخي فيه العضلات ويهبط ضغط الدم ومعدل التنفس ويكون من الصعب إيقاظ الشخص من النوم.
(٢) مرحله حركة العين السريعة.
وتعتبر هذه من مراحل النوم النشطة التي يرافقها نشاط مكثف في الدماغ بعد ٩٠ دقيقة من النوم, فيصبح فيها التنفس أسرع وأكثر إنتظاما ، وتتحرك العينان بسرعة مختلفة، وتصبح عضلات الأطراف مشلولة مؤقتا ،ويزيد معدل ضربات القلب وقد يرتفع ضغط الدم وهذه المرحلة تحدث فيها الأحلام.
أفضل أوقات النوم
يعتبر نوم الليل هو الأفضل، و نوم النهار هو الفرع. فقد جعل الله تعالي النهار للعمل و السعي و طلب الرزق ، وجعل الليل للراحة. قال تعالي : " وهو الذي جعل لكم الليل لباسا و النوم سباتا و جعل النهار نشورا." [الفرقان٤٧].
و قد أثبتت الدراسات العلمية أن النشاط الذهني للدماغ و النشاط الحركي للجسم يقلان مع حلول الليل ، و يزداد نشاطهما عند طلوع الشمس .
و علي الشخص العادي أن ينام ما بين ٧ إلي ٩ ساعات كل ليلة، مع مراعاة أن ذلك يختلف حسب الفئة العمرية للشخص. كما ثبت أن الشخص الذي ينام مبكرا يكون أكثر نشاطا وحيوية و أقل عرضة للإكتئاب و التفكير السلبي من ذلك الذي ينام متأخرا في الليل.
و عليه يكون أفضل وقت للنوم علميا هو خلال ساعات الليل بحيث يكون ذلك من الساعة ٩ أو ١٠ إلي الساعة ٤ أو ٥ فجراً . و المهم في الأمر في الإسلام أن يلتزم المسلم بأوقات الصلاة.
الوضعية المناسبة للنوم
يؤدي الإستلقاء عاملاً مهماً في جودة النوم . فإذا كان الوضع غير مريح ، فيؤدي إلى تفاقم الألم والأرق ، وإن كان الوضع مريحا فيؤدي إلى تخفيف التوتر على أنسجة العضلات.
(١) النوم الجيد على الجانب
وردت أحاديث صحيحة تبين الهدي النبوي في النوم . فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإضطجاع على الجانب الأيمن .ففي صحيح مسلم عن البراء رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أخذت مضجعك فترضأ وضوءك للصلاة ثم إضطجع على شقك الأيمن."
(٢) النوم علي البطن
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن النوم على البطن ، وروى الترمذي عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مضطجعا على بطنه ،فقال : " إن هذه ضجعة لا يحبها الله.".. وصححه الألباني. وفي رواية لإبن ماجة :".. إنما هذه ضجعة أهل النار"
وقد ثبت علميا أن الإستلقاء على البطن يضر بالعمود الفقري والرقبة، كما قد يتسبب في الشعور بالتوتر والتصلب في الصباح.
(٣) النوم علي الظهر
قد يكون النوم على الظهر هو الأكثر شيوعا ،وينصح أطباء العظام بالنوم على الظهر، فهو الأكثر فائدة حيث يظل الظهر مستقيما والحوض غير ملتو . كذلك يخفف النوم على الظهر الضغط على الوركين ويوفر إستراحة ضرورية من ضغوط المشي والجلوس أثناء النهار كما يخفف آلام الرقبة.
مشاكل النوم الأساسية
(١) الإفراط في النوم
يتسبب النوم لفترات طويلة إلي إحداث آلام في الرأس (الصداع). ويعتقد الباحثون أن هذا يرجع إلى تأثير النوم الزائد على بعض النواقل العصبية في الدماغ بما في ذلك هرمون السيروتونين. كما يؤدي الإفراط في النوم إلى توقف التنفس أثناء النوم ونتيجه لذلك يحدث ما يسمى بالشخير
(٢) مضاعفات نقص النوم
إنخفاض مدة النوم في أيام الأسبوع قد يكون لها تأثير سلبي على الجسم. فيقلل ذلك من إفراز الميلاتونين، مما يؤدي إلى التحفيز المفرط للجهاز العصبي اللأ إرادي، ويجعل القلب ينبض بشكل أسرع مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين ،ما يؤدي في النهاية إلى خطر الإصابة بأمراض القلب .
ويذكر أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة ضربات القلب غير الطبيعية ( الرفرفة الأذينية) بنسبة ١٠ ٪ عن المعتاد، وفشل القلب بنسبه ١٣٪ عن المعتاد وهو سبب إرتفاع معدلات الوفيات.
كيفية تحفيز النوم بصورة أفضل
(١) الإلتزام بجدول النوم بحيث لا تخصص أكثر من سبع ساعات في اليوم للحصول على قسط وافر من الراحة والإلتزام بمواعيد نوم وإستيقاظ ثابتة كل يوم.
(٢) الإنتباه للطعام والشراب بحيث لا تذهب للنوم وأنت جوعان أو متخم بالطعام مع تجنب الوجبات الدسمة والوجبات ذات الكميات الكبيرة قبل النوم بساعتين على الأقل ، مما يشعرك بعدم الراحة ويجعلك مستيقظاً وقلقاً لمدة طويلة.
(٣) يجب الحذر من المشروبات التي تحتوي على النيكوتين أو الكافيين أو الكحول فهي قد تجعلك متيقظا لمدة طويلة قبل النوم.
(٤) هيئ لنفسك بيئة مريحة وذلك بمحافظتك على درجة حرارة الغرفة المناسبة لتنام فيها، وأن تكون الغرفة مظلمة وبالأخص قبل النوم مباشرة وذلك إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكما ورد عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان جنح الليل أو أمسيتم أطفئوا مصابيحكم." [رواه البخاري]
(٥) حاول التعود على إرتداء سدادات الأذن وإستخدام أساليب الإسترخاء المناسبة للحصول على نوم أفضل مثل الإستحمام.
(٦) يجب تقليل وقت القيلولة خلال النهار وتجنب النوم في وقت متأخر من النهار.
(٧) المداومة على أداء الأنشطة البدنية مع تجنب ممارسة تلك الأنشطة قبل موعد النوم مباشرة.
(٨) السيطرة على القلق قبل وقت النوم والإبتعاد عن التوتر.
(٩) كما يجب تجنب النظر في الشاشات المشعة بالضوء قبل النوم مثل الموبايل و التليفزيون .
تعليقات
إرسال تعليق