العلاج بالحِجامة هو شكل قديم من أشكال الطب البديل . وهو جزء من التراث الطبي في العديد من الثقافات بما في ذلك : الطب العربي والصيني والإسلامي .
وكانت تُستخدم الحجامة لتحسين الجسم من خلال تحفيز الدورة الدموية وتنظيف الجسم من السموم عن طريق سحب الدم أو تحفيز الدورة الدموية لتخفيف الألم بواسطة الشفط . وبهذا يمكن للجسم التخلص من السموم وإستعادة التوازن الطبيعي.
كيف تعمل الحجامة؟
يُؤدي شفط السوائل من الحجامة إلي سحب السوائل إلي المنطقة المعالجة . و تتمدد قوة الشفط هذه و تفتح الأوعية الدمويةالصغيرة ( الشعيرات الدموية) تحت الجلد . و يُعيد الجسم تغذية المناطق المعالجة بالحجامة ، فيتدفق دم أكثر صحة و يحفظ الشفاء السليم و الطبيعي علي مستوي الخلايا.
أنواع الحجامة
(*) الحجامة الجافة.
وتتضمن الطرق التقليدية حيث يقوم المعالج بوضع الأكواب أو الكؤوس على الجلد وضغطها بيديه، ويقوم بإشعال قطعة مبللة بالكحول ،فتعمل الحرارة على إخراج الأكسجين من الكوب أو الكأس مما يخلق فراغا.
وتُترَك الكؤوس في مكانها لمدة ٥- ١٠ دقائق. وبعد نزع الأكواب أو الكؤوس ،يستخدم المعالج الزيت للتدليك لأعلى ولأسفل أو في شكل دوائر على البشرة، للحصول على التأثير المطلوب.
وتهدف الحجامة الجافة إلى زيادة تدفق الدم مع إزالة السوائل والسموم من المنطقة المعالجة.
(*) الحجامة الرطبة.
يقوم المعالج في الحجامة الرطبة بوضع الكأس على المكان لمدة ثلاث دقائق بإنشاء شفط خفيف ثم يقوم بإزالة الكأس .
ويستخدم مشرط صغير لعمل جروح حقيقية صغيرة جداً على البشرة ، ثم يقوم بوضع الكأس مرة ثانية للقيام بالشفط بسحب كمية صغيرة من الدم . قد يترك المعالج الكأس مكانها ٥ الى ١٠ دقائق.
وتهدف الحجامه الرطبة إلى جذب الخلايا الإلتهابية ، وتتسبب في إطلاق مُسكنات الألم الطبيعية و مُحسنات المزاج التي تُساعد الجسم على مُحاربة العدوى والحفاظ على المناعة.
الحجامة لعلاج الألم
يعمل اللمس والضغط الناتجين عن الحجامة بتحفيز الألياف العصبية الكبيرة مما يؤدي إلى حجب إشارات الألم المرسلة إلى المخ من أعصاب أخرى . ويعمل تنشيط هذه الألياف العصبية إلى منع إنتقال الألم .
ويظهر الأثر الفعال لعلاج الألم المزمن وهشاشة العظام في الركبة وآلام أسفل الظهر وآلام الرقبة وآلام الظهر المُزمنة والهربس النطاقي.
الحجامة لعلاج حب الشباب
يمكن للحجامة أن تُقلل من المواد المُسببة للإلتهاب وتَزيد من إنتاج المواد التي تعمل على تحسين الجهاز المناعي وتعزيز عمليات مضادات الأكسدة في الجسم . وتكون بالتالي قادرة على المساعدة في علاج حالات إصابات الجلد :حب الشباب والرؤوس السوداء وغيرها.
الآثار الجانبية للحجامة
(*) قد تتسبب الحجامة في عدوى الجلد إذا لم يتم تعقيم الأدوات أو الجروح بشكل صحيح.
(*) يمكن أن تؤدي الحجامة إلى نزيف أو ظهور كدمات في مكان الشفط ، وعادة ما تتلاشى هذه العلامات أو الكدمات بمرور الوقت فيما لا يزيد عن ١٠ أيام.
(*) قد تكون الأكواب أو الكؤوس التي يتم إستخدامها في الحجامة ملوثة بالدم ولم يتم تعقيمها جيدا مما يؤدي إلى إنتقال عدوى الأمراض مثل الإلتهاب الكبدي B و C.
(*) قد تحدث بعض الحروق نتيجة اللهب المستخدم في الحجامة بسبب إرتفاع حرارة الكأس أو الكوب.
الخرافات حول الحجامة
يعتقد بعض الناس أن الحجامة يُمكن أن تشفي من جميع الأمراض : الخفيفة و المزمنة و الخطيرة . وهذه الفكرة غير صحيحة ولا تُعد الحجامة بديلا للعلاج الطبي التقليدي .
كما يَعتقد بعض الناس في إستخدام الحجامة الرطبة والتي تعتمد على فكرة إزالة "الدم الفاسد" و هذا مفهوم غير مدعوم بأي أدلة علمية حيث أن الدم الذي يخرج أثناء الحجامة ليس فاسداً و إنما هو طبيعياً.
الحجامة في الإسلام
تُعتبر الحجامة واحدة من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- قوله : " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة" .
وما رواه إبن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما مررت ليلة أُسري بي بملإ إلا وقالوا: يا محمد مُر أُمتك بالحجامة."
آداب الحجامة في الإسلام
(*) يستحب أن يقوم المسلم بالحجامة بنية إتباع السنة والبحث عن الشفاء.
(*) إختيار الأيام المناسبة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من إحتجم السبع عشرة أو التسع عشرة أو إحدى وعشرين كانت شفاءً من كل داء ."
(*) أما بالنسبه لأفضل وقت للحجامة فيُحبذ في الساعات الباكرة من الصباح قبل الفطور . وتعد أيام الإثنين والثلاثاء والخميس أفضل أيام الحجامة وفق السنة النبوية الشريفة ، بل وأن النبي الكريم نصحنا بعدم القيام بالحجامة أيام الجمعة والسبت والأحد وبالأخص الأربعاء .
(*) و من نصائح الحجامة النبوية، الإكثار من شرب الماء قبل وبعد الحجامة لتنشيط الدورة الدموية وعدم تناول الطعام قبل الحجامة بساعتين. ولذلك يعتبر وقت الصباح أفضل الأوقات على معدة فارغة.
(*) كان عليه الصلاة والسلام يقوم بالحجامة في مواضع معينة من الجسم كالرأس والأخدعين (المنطقة الواقعة بين العنق وخلف الأذن )ومنطقه الكاهل ( المنطقة الواقعة فوق العمود الفقري والعنقي السابع).
تعليقات
إرسال تعليق