القائمة الرئيسية

الصفحات

الأطفال الذين أنطقهم الله في المهد

 أظهر الله سبحانه و تعالي الكثير من المعجزات و الأمور الخارقه عن العاده لتكون دليلاً لا يقبل الشك علي قدرته سبحانه و تعالي التي لا يماثلها أحد سواه . 


فالمعجزه هي أمر خارق للطبيعه و العادة ، و سُميت بهذا الإسم لعجز البشر عن الإتيان بمثيلها ، و قد أجري الله تعالي الكثير من المعجزات علي أيدي رسله وخاصته من العباد ، فأيد الله لكل رسول و نبي معجزة تَميز بها ، و من هذه المعجزات ما ذكره القرآن الكريم و منها ما لم يذكره ، و منها ما ذكره النبي صلي الله عليه وسلم و منها ما لم يذكره . 

و من هذه المعجزات الأطفال الذين أنطقهم الله في المهد ، فلماذا أنطقهم ؟ و ماذا قال كل منهم ؟ 


● عيسي ابن مريم عليه السلام 

يعتبر عيسي ابن مريم معجزه بحد ذاته منذ أن حملت به والدته مريم البتول إلي ولادته وحتي حياته كاملة . فقد جاء جبريل إلي السيده مريم وهي تتعبد حيث بشرها بأنها ستلد إبناً له قدسيته ، وأنه سيكون رسول من الله و نبيا من أنبيائه دون أن يكون له والد ، وهذه هي المعجزه بحد ذاتها . 


فعندما جاء موعد الولاده انتبذت مريم مكاناً قصياً ، خوفاً و إستحياء من الناس ، ووضعت حملها عند جزع النخلة ، فتساقطت عليه حبات الرطب ، وقد ولد عيسي في المكان الذي يعرف حاليا ببيت لحم في الارض المقدسه بفلسطين . 


وحملت السيدة العذراء إبنها المقدس و عادت به إلي قومها ، فتعجب الناس من هذا الإبن ، و قاموا بإتهامها أنها لمست رجلا غريباً ، إلا أن الله تعالي أنطق رسوله وهو في المهد وتكلم بكلام عجيب ، فأسكت كل من سمع صوته . 

قال الله تعالي " قال إِني عَبدُ الله آتَانِيَ الكِتَابَ و جَعَلنِي نَبِيا (٣٠) وجَعَلني مُبَارَكاً أَينَما كُنْت وَأَوصَاني بالصَّلاة و الزَّكَاة مَادُمت حيا  (٣١) وبِراً بِوالِدَتِي ولَم يَجعَلَني جباراً شقياً " [سورة مريم : ٣٠ ،٣١] 


● صاحب جُريح 


كان جُريح رجلا عابداً من عُباد بني إسرائيل الصالحين ، بني لنفسه صومعه و انقطع للعباده و إعتزل الناس ، وكانت أمه تأتي لزيارته بين الحين و الآخر تجلس معه تسايره ، و جاءته في يوم من الأيام و هو يصلي فنادته ، فتردد بين تلبية نداء أمه و بين إكمال صلاته ، فآثر إكمال صلاته علي تلبية نداء أمه ، فإنصرفت و جاءته في اليوم الثاني و الثالث و في كل يوم يؤثر صلاته ، فإنصرفت في اليوم الثالث وهي غاضبه عليه و دعت عليه ألا يموت حتي ينظر في وجوه المومسات و الزانيات . 


و كان الناس من بني إسرائيل يذكروا جُريح و مقدار زهده و عبادته  وإعتزاله الناس ، فسمعت بذلك إمرأه بَغي من المومسات يضرب بها المثل في الجمال ، فتعهدت لهم بإغواء و فتنة جُريح ، وفشلت كل محاولاتها لإغواء جُريح .

 

فغضبت لأنها لم تستطيع الوفاء بعهودها للناس بإفتتانه ، ورأت تلك الغانيه  راعياً كان يأوي إلي صومعة جُريح ، فحاولت أن تفتنه ونجحت و مكنته من نفسها ، فزني بها و حملت منه تلك الليله ، فلما ولدت إدعت أن هذا الولد ابن جُريح و شاع بين الناس أن جُريح العابد  قد زني بهذه المرأة .

 

فهجموا علي صومعته وهدموها عليه وجعلوا يضربونه و يتهمونه بالرياء و النفاق ، ولما سألهم عن الجرم الذي إقترفه أخبروه بإتهام المرأه له بهذا الصبي ، وساقوا جُريح معهم حيث تسكن البغي ، و عندما اقترب من بيوت المومسات وخرجن ينظرن إليه  ، وحينها تذكر جُريح دعوة أمه .


فطلب منهم إحضار الرضيع الذي لم يمضي علي ولادته إلا ساعات  ، فوكزه في بطنه وقال له : من أبوك ؟ والناس كلها حاضره . فأجاب الصبي بقدرة الله تعالي : فلان الراعي . 


فأبرأ الله جُريح و نصره أمام الذين عرفوا انهم أخطؤوا في حق الرجل الصالح ، وعرضوا عليه أن يبنوا له صومعته من ذهب  فرفض و أصر أن تعاد صومعته الطينيه . 


● الطفل الذي كان مع امه يرضع 

جلست إمرأه من بني إسرائيل ترضع طفلها ، فمرّ بهما رجل علي فرس فارهة تبدو عليه مظاهر الغني ذو شارة علي صدره تدل علي أنه من أكابر القوم ، فإنبهرت المرأة بالرجل وقالت : اللهم إجعل ابني مثله ، فنظر الطفل لها وقال : اللهم لا تجعلني مثله ، واقبل يرضع .

 

ثم مروا بجاريه تُضرب و يقال لها : سرقتِ و زنيتِ ، و تقول : حسبي الله ونعم الوكيل مظلومه ، فقالت الأم : اللهم لا تجعل ابني مثل هذه ، ونظر الطفل إلي أمه وقال : اللهم إجعلني مثلها ، ثم قالت الأم لطفلها الرضيع : كيف يا غلام دعوت لك أن تكون مثل الرجل صاحب الفرس الفارهة وتقول لا تجعلني مثله ، وهذه المضروبة التي يقال لها : زنيتِ و سرقتِ فتقول اللهم إجعلني مثلها ، فلماذا ؟ 


فرد الطفل وقال : الأول جبار و ظَلُوم فقلت اللهم لا تجعلني مثله ، و الثانيه فهي مظلومه فدعوت الله أن يجعلني مثلها ، يعني أن أكون مظلوم لا ظالم ، فالمظلوم مكانته كبيرة عند الله ، فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو ربه و يقول : " اللهم إني أعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلم " . 


●صبي ماشطة فرعون 


روي الإمام أحمد و الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : لما كانت الليلة التي أُسرِي بي فيها أَتت عليَّ رائحة طيبة ، فقلت : يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة ، فقال : هذة رائحة ماشطة إبنة فرعون و أولادها ، فقلت : وما شأنها ؟ فقال جبريل : بينما هي تمشط إبنة فرعون ذات يوم إذا سقطت المِدْرَي(المشط) من يديها ، فقالت بسم الله ، فقالت لها إبنة فرعون : أبي ، قالت : لا ولكن ربِّي وربُّ أبيك الله ، قالت : أخبره بذلك ، قالت : نعم ، فأخبرت والدها فدعاها ، فقالت : يا فلانه إن لك ربٌّ غيري ؟ فقالت : نعم ربِّ و ربُّك الله . 


فأمر فرعون ببقرة من نُحاس فأُحْمِيَت ثم أمر أن تُلقي هي و أولادها فيها ، فقالت : إن لي إليك حاجة أحب أن تجمع عظامي و عظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا ، فقال : ذلك لك علينا من الحق ، فأمر بأولادها فأُلقوا بين يديها واحداً واحد ، إلي أن إنتهي ذلك بصبي مُرضع وكانت تقاعست من أجله ، قال : يا أمَّة إقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فإقتحمت " . 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

Featured

التنقل السريع