القائمة الرئيسية

الصفحات

يَارَحْمَة الله وَسِعْتِي كُل شَيء

 الرحمه هي صفة من صفات الله سبحانه و تعالي ، كتبها علي نفسه ، فوسعت كل شيء ، فهو الرحمن الرحيم و هوأرحم الراحمين . 


سبحانه و تعالي يداه مبسوطتان بالليل و النهار ، يوالي علي عباده بنعمه و فضله ، و رحمته عز وجل غلبت غضبه ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لَمَّا قَضَي اللهُ الخَلقَ كَتَبَ عِندَهُ فَوقَ عَرشَه ، إِنَّ رَحمَتِي سَبَقَت غَضَبي "

 

آثار رحمة الله تعالي

رغم أن آثار رحمة الله ظاهرة و بينه في خلقه ، إلا أنها شيء يسير من رحمته سبحانه و تعالي ، ففي الصحيحين قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعه و تسعون جزء ، و أنزل إلي الأرض جزءاً واحداً ، فمن ذلك الجزء تراحم الخلق ، حتي ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبة " 


● آثار رحمة الله في رسله 

لا يستطيع أي مخلوق من الإنس أو الجن أن يحجب رحمة الله أو يمنعها ، قال الله تعالي : " مَا يَفتَحُ اللهُ لِلنَّاس مِن رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لهَا وَ مَا يُمسِكُ فَلا مُرْسِلَ لهُ مِن بَعْدهِ و هو العَزِيزُ الحَكِيمُ " [سورة فاطر : ٢ ] . 


فرحمة الله أدركت إبراهيم و هو في لهيب النار ، ووقي الله بها يوسف وهو في غيابات الجب ، ونالتها هاجر و وليدها في وادٍ غير ذي زرع ، وحصَّلها يونس و هو في بطن الحوت ، و أنقذ الله بها موسي الرضيع و هو في اليمِّ من شرِّ فرعون ، وأنجي الله بها أصحاب الكهف ، وأدركت محمد صلي الله عليه وسلم و صاحبه في الغار ، وهكذا فإننا مهما ضربنا الأمثال فلن نحصي رحمة الله برسله . 


● آثار رحمة الله فيما يُصيب المؤمن 

تتجلي رحمة الله في المصائب التي يقدرها الله سبحانه و تعالي علي عباده المؤمنين ، فهي وإن كانت مؤذية و مكروهه ، فإنها تحمل في طياتها الرحمة و الخير ، لان الله عز وجل كتب علي نفسه الرحمه ، ورحمتة سبقت غضبه . 


و قد تظهر هذه الرحمه للمصائب أحيانا ، ليتبين لنا ما في المصائب من الرحمة و اللطف ، و قد لا يتبين ذلك في الدنيا ، و لكن تظهر آثار رحمة الله في الآخره بتكفير الذنوب بسبب هذه المصائب .

 

قال الله تعالي : " و عسي أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم و عسي أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " [ البقره : ٢٠٦] . 


و عن أبي هريره رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال : " مَا يُصيب المُسلِم نَصَبٌ ولا وَصبٌ ولا همٌ ولا حزنٌ ولا أذي ولا غَمٌ - حَتَّي الشَّوكه يُشَاكَها ، إلا كفَّر الله لها خطاياه " . 


● آثار رحمة الله في المغفره 

و من رحمته سبحانه و تعالي بعباده المؤمنين أن يَنْزِل كل ليله إلي السماء الدنيا ، نزولا يليق بجلاله ، إكراماً للسائلين و رحمة بالمستغفرين التائبين . ففي الحديث المتفق علي صحته ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " يَنزِلُ رَبَّنا تَبارَكَ وَتعَالَي كُل لَيلَه إلي السَّمَاء الدُّنيَا ، حِينَ يَبقَي ثُلث اللَّيل الأَخِير وَ يَقُول : مَن يَدعُونِي فَأسْتَجِب لَه ، مَن يَسْألني فأُعطِيهِ ، مَن يَستَغفِر فَأغْفِر له " . 


تتجلي رحمته سبحانه و تعالي بفتح بابه للمستغفرين و يبسط يده للسائلين : " قُل يَا عِبَادِيَ الذِينَ أَسرَفُوا عَلي أنْفُسهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللهِ إن الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعا ، إنهُ هُوَ الغَفُور الرَّحِيم " [ سورة الزمر : ٥٣ ] . 


● آثار رحمة الله بالنساء 

تجلت آثار رحمة الله بالنساء ، وذلك عندما أوصي صل الله عليه وسلم بهن ، فحث علي الرحمه بالنساء و الإحسان إليهن ، ففي الصحيح البخاري قال النبي صلي الله عليه وسلم : " مَن يَلِي من هَذِهِ البَنات . شيئاً ، فأَحْسَنَ إليهنَّ ، كنَّ لهُ سَتراً مِن النَّار " . 


فعلينا أن نتقي الله في النساء و الإهتمام بأمورهن خشية وقوع الظلم عليهن ، و عدم الإستيلاء علي حقوقهن . 


● آثار رحمة الله في تعليم الانسان 

و من آثار رحمة الله سبحانه و تعالي بالإنسان أن علمه ما لم يعلم ، حيث أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيء و جعل له السمع و البصر و الفؤاد و علمه الفهم و الإدراك و الإفصاح عما يعلمه و يفهمه ، قال الله تعالي : " الرَّحْمَن . عَلَّم القُرْآن . خَلَقَ الإِنْسَانَ . عَلَّمهُ البَيَان " [ سورة الرحمن : ١ الي ٤]   . 


لا تقنطوا من رحمة الله 

يتساءل كثير من الناس عن بعض الذين أسرفوا علي أنفسهم في الملذات و قضوا أعمارهم في إرتكاب المعاصي و المحرمات ، ولم يعملوا شيئاً من الحسنات ، أنَّي يغفر الله لهم ؟ 


يقول الله تعالي في ندائه الرباني : " قُل يَا عِبادِي الذِينَ أسْرَفُوا عَلَي أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ . إِنَّ الله يغْفِر الذُّنُوبَ جَمِيعَا إِنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيم " [سورة الزمر : ٥٣] . 


ما حكم قول : ( لا يرحم ولا يخلي رحمة ربنا تنزل ) ؟ 

لا يجوز التلفظ بمثل هذه العبارات لما تتضمنه من الكفر بالله تعالي ، فالله سبحانه و تعالي له القدره المطلقه فلا يعجزه شيء ، فمن هذا المخلوق الفقير الذي لا يملك من أمر نفسه شيئاً ولا حول له ولا قوة إلا بالله حتي يمنع رحمة الله عن عباده ؟ 

قال الله تعالي : " مَا يَفتَحُ اللهُ للنَاسِ مِن رَحْمَة فَلاَ مُمْسِك لهاَ و مَا يُمْسِك فَلا مُرسِلَ مِن بَعدَُه وَهُو العَزِيزُ الحَكِيم " [سورة فاطر : ٢ ] . و في الغالب أن هذه العباره لا تخرج إلا من جاهل بعظمة الله سبحانه و تعالي و أسمائه و صفاته . 


تفسير ( الرحمة ) في المنام 

قال عبد الغني النابلسي قال : من رأي في المنام رحيماً يرحمَ ضعيفاً فهي دلاله علي الإيمان و صلاح الدين ، و من رأي أنه رحيم فهي بشاره له بحفظ القرآن الكريم ، ومن رأي أنه يقرأ آيات الرحمه و لم يتمكن من قراءتها دل ذلك علي الضيق و الهم . 

 وتلاوة القرآن في المنام شفاء و رحمة من المرض و السقم ، قال الله تعالي : " و نُنزِّل مِن القُرْآن مَا هُوَ شِفَاءٌ وَ رَحمَةٌ للمُؤمِنِيِن " .




هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. فلنثق دائما بأن الله كله خير..وبأن مشيئته كلها رحمة.

    ردحذف
  2. بارك الله فيك

    ردحذف

إرسال تعليق

Featured

التنقل السريع