القائمة الرئيسية

الصفحات

الشفاعة يوم القيامة :كيف تنال شفاعة النبي صلي الله عليه وسلم في الآخرة

    يوم القيامة وإن كان يوم المخاوف و الأهوال إلا أن رحمة الله تعالي تدرك عبادة المؤمنين ، و تتجلي تلك الرحمة في إذنه سبحانه و تعالي لمن شاء من عباده أن يشفعوا في العصاة ممن يرضي الله عنهم ، قال تعالي : " مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلا بِإذْنِهِ " [سوره البقره : ٢٥٥] . 

فالشفاعة في ذلك اليوم من أعظم الرحمات التي إمتنَّ الله بها عباده ولاسيما في حق العصاه ممن استحقوا دخول النار او دخلوها ، فكم هي فرحتهم و سعادتهم عندما يحال بينهم و بين دخول النار او عندما يخرجون منها بعد دخولهم فيها . 

الأسباب الموجبة للشفاعة  

لما كانت الشفاعه هي رحمة الله لعباده المؤمنين في ذلك اليوم العظيم ، الذي لم يغضب الله قبله مثله ولم يغضب بعده مثله ،  و مع شدة غضبه سبحانه و تعالي إلا ان رحمته سبقت غضبه فمنَّ علي عباده بالشفاعه . 

فيالها من رحمه ، و يالها من منَّه ، فينبغي للمسلم ان يحرص علي تعاطي الاسباب الموجبه لشفاعة النبي صلي الله عليه و سلم ، و اعظم تلك الاسباب : 

توحيد الله سبحانه و تعالي حقاً ، فقد قال صلي الله عليه وسلم " أسْعَد النَاس بِشَفاعَتي يَومَ القِيامَه مَن قَالَ لا إلهَ الا الله خَالصاً مِن قَلبَه " رواه البخاري . 

الدعاء لمحمد صلي الله عليه وسلم بالمقام المحمود ، فهو من الاسباب الموجبه لشفاعته ، فورد في الحديث الشريف عن الرسول صلي الله عليه وسلم انه قال : " من قال حين يسمع الاذان : اللهم رب هذه الدعوة التامه و الصلاة القائمه آت محمد الوسيلة و الفضيلة و إرفعه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت عليه شفاعتي يوم القيامه " رواه البخاري . 

الصلاه علي النبي . و من اسباب شفاعته صلي الله عليه و سلم الصلاة عليه عشراً في الصباح و عشراً في المساء .

أقسام الشفاعة

و الشفاعة الثابتة في ذكر الفقهاء رحمة الله عليهم تنقسم الي قسمين :

القسم الاول : الشفاعة العامة

   و معني العموم ان الله سبحانه و تعالي يأذن لمن شاء من عباده الصالحين ان يشفعوا لمن اذن الله لهم بالشفاعه فيهم ، و هذه الشفاعه ثابته للنبي صلي الله عليه و سلم و لغيره من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و هي ان يشفع في اهل النار من العصاه المؤمنين ان يخرجوا من النار .

القسم الثاني : الشفاعه الخاصه

   و هي الشفاعه التي تخص النبي صلي الله عليه و سلم و اعظمها الشفاعه العظمي التي تكون يوم القيامه حين يلحق الناس من الغم و الكرب ما لا يُطيقونه ، فيطلبون من يشفع لهم الي الله عز وجل ان يرحمهم من هذا الموقف العظيم فيذهبون الي ادم ثم نوح ثم ابراهيم ثم موسي ثم عيسي و كلهم لا يشفعون حتي تنتهي الي النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، فيقوم و يشفع عند الله عز وجل بان يخلِّص عباده من هذا الموقف العظيم .

   فيُجيب الله تعالي و يقبل شفاعته ، وهذا من المقام المحمود الذي وعده الله تعالي به في قوله " وَ مِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نَافِلَةً عَسَي أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامَاً مَحمُودَاً "  .

   ومن الشفاعه الخاصه بالرسول صلي الله عليه و سلم شفاعته في اهل الجنه ، فإن اهل الجنه اذا عبروا الصراط اوقفوا علي قنطره بين الجنه و النار ، فتمحَّص قلوب بعضهم من البعض حتي يهذَّبوا و ينقَّوا ثم يؤْذَن لهم في دخول الجنه فتفتح ابواب الجنه بشفاعة النبي صلي الله عليه وسلم .

شروط الشفاعه

دلت الادله علي ان الشفاعه في الاخره لا تقع الا بشروط :

● رضا الله عن المشفوع له ، لقوله تعالي " ولا يَشفَعُونَ إلا لِمَن إرتَضَي " [ سورة الانبياء : ٢٨ ] ، وهذا يستلزم ان يكون المشفوع له من اهل التوحيد لان الله لا يرضي عن المشركين .

 و في صحيح البخاري عن ابي هريره رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامه ؟ قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " لَقَد ظَنَنت يا ابَا هُريره ان لا يسألني عن هذا الحديث احد ادَّل منكَّ كما رايت من حرصك علي الحديث ، اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامه من قال لا إله الا الله خالصةً من قلبه او نفسه " .

● اذن الله للشافع ان يُشفع لقوله تعالي " من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه " [ سورة البقره : ٢٥٥] .

● رضا الله عن الشافع ، لقوله تعالي : " وَ كَم مِن مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُم شَيْئاً إلا مِن بَعْدِ أَن يَأذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَ يَرْضَي " [ سورة النجم : ٢٦ ] .

الامور التي تمنع الشفاعه

   كما ان هناك بعض الامور التي تمنع صاحبها من استحقاق الشفاعه يوم القيامه و تحرمه من فضلها ، فلابد من تسليط الضوء علي تلك الامور حتي يبقي المرء في كمال الطهاره و السلامه منها ، و يمكن حصر هذه الاسباب في الاتي :

♤ اولا : الشرك بالله

   فالشرك مانع من حصول الشفاعه لصاحبها ، ذلك ان مقتضي الشفاعه حصول الصلح و التجاوز عمن تلبس بالشرك و خالط الكفر  ، فقال الله تعالي " إنَّ اللهَّ لا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، و مَنْ يُشْرِك بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَي إِثْماً عَظِيماً " [سوره النساء : ٤٨ ] .

♤ ثانيا : ظلم الامام للعباد و اللغو في الدين

   و يدل علي هاتين المسألتين حديث ابي أُمامه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي : إمام ظلوم ، وكل غالِ مارق " رواه الطبراني في المعجم الكبير .

♤ ثالثا : التكذيب بالشفاعه

   عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال :"مَن كَذَّبَ بِالشَّفَاعَه فَلَيسَ له فِيهَا نَصِيب"رواه الآجري في "الشريعه" و صحح اسناده الحافظ ابن حجر في الفتح . فالذين يبطلون الشفاعه عن رسول الله و ينكرون المقام المحمود الذي يبعثه الله يوم القيامه و يَنفُونها عنه لن تنالهم شفاعته عليه الصلاه و السلام .

♤ رابعا : الإحداث في الدين

   وقد دلت النصوص علي انها تمنع من وُرُود الحوض يوم القيامه ، فلا تنفع معه شفاعة رسول الله ، فقد ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال : " ألا و إنه سَيُجَاء بِرِجال من أُمتي ، فيُؤخَذ بِهِم ذَاتَ الشِّمال ، فأقول : يارب اصحَابي ، فيُقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : " وَكُنتَ عَلَيهِم شَهِيدًا مَا دُمْتَ فِيهِم ، فَلَمَا تَوفَّيتَنِي كُنْت أَنْتَ الرَّقيِب عَلَيهِم ، وَ أنتَ عَلي كُلَّ شَئٍ شَهِيد ، إِن تُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم عِبَادَك وإِن تَغفِر لَهُم فإِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم " [ سوره المائده : ١١٨ ] متفق عليه . 



حكم طلب الشفاعه من الانبياء و الصالحين ، هل يجوز زيارة الاولياء الصالحين و الدعاء لله ان يشفعوا لنا ؟ 

  علمنا ان هناك آيات و احاديث تبين ان النبي سيشفع يوم القيامه للعصاه و المذنبين . لكن علينا ان نحترس و نعرف من هم العصاه و المذنبين . فالعصاه قسمان : قسم يُعفي عنه قبل دخول النار بالشفاعه او برحمه الله و عفوِه عز وجل ، وقسم يدخلون النار بمعاصيهم و بسيئاتهم ثم بعد ما يمضي عليهم ما شاء الله في النار يخرجون منها بشفاعة الشفعاء او برحمة الله سبحانه و تعالي المجرده من دون شفاعه احد لانه كتب جل و علا انه لا يخلد في النار إلا الكفره ، اما العصاه فلا يخلدون في النار . 


   فإيمانناً بالشفاعه  لا يعني ان الشفاعه سوف تُصدِم او تُعطل قانون " فَمَن يَعمَل مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَه ، وَمَن يَعْمَل مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَراً يَره " 

   و هناك فرق بين ان نطلب من الله تعالي ان يُشَفِّع فينا الانبياء و اهل الخير و الصلاح ، فهذا لا بأس فيه ولا شئ فيه علي الاطلاق ، و بين ان نطلب بشكل مباشر من هذا الولي او هذا الصالح ان يقضي لنا حاجتنا في الدنيا . فهذا الشئ لا يقره الدين علي الاطلاق . 
 
  وقد انتقد كثير من الناس التوسل للانبياء و الصالحين ولكن يجب الاشاره الي ان هذه الافعال ليست شرك .

لان الشرك بالله هو ان نعبد و العياذ بالله مثلا الحسين او السيد البدوي من دون الله او ان نصلي ركعتين للحسين او السيد البدوي فهذا شرك ، وهذا لم يفعله احدا من المسلمين في وقت النبي وحتي يومنا هذا . 

هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. مقال ممتاز ... جزاكم الله خيرا

    ردحذف
  2. اللهم ارزقنا شفاعة حبيبك سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. آميم. حسن

    ردحذف
  3. اللهم ارزقنا واولادنا وجميع المسلمين شفاعة حبيبنا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

    ردحذف

إرسال تعليق

Featured

التنقل السريع